بائع الحلوى

ترجل من سيارته الفارهة وهم بالدخول الى مبنى شركته لكن منظرا أستوقفه على غير عادته ووسط ذهول مرافقيه ذهب الى محطة الباص القديمه بالقرب من موقع شركته ....(( من يكون هذا .... ؟؟ )) قالها مع نفسه وهو يقترب من ذالك العجوز المتعب ... كان رجل عجوز ربما قارب على السبعين او أكثر يجلس تحت مظلة الباص القديم وامامه صحن بلاستيكي فيه بعض قطع الحلوى وهي عبارة عن طريقه للشحاذه تحفض بعض من ماء الوجه ....


_(( تفضل ))


ومد يده بورقة الألف دينار __ تساوي ثمانون سنت ____


_ (( خذ عشر قطع شكرا لك )) قالها الرجل العجوز ...


_ (( لا شكرا لا أريد حلوى خذها فقط ))


_ (( ياولدي خذ ما يساوي نقودك باركك الله فأنا لست بشحاذ ))


_ (( لا ... عفوا عمي حاشى ذالك .... طيب كما تريد ))


وجلس بجانبه وأخذ يفتح ورق الحلوى منتظرا الفرصه للحديث مع الرجل العجوز ..


_ (( آه هذه حلوى بيت بنيه رفيقة الطفوله كنت قد تصورة ان معملها أغلق منذ زمن ))


قال العجوز وهو يبتسم (( لا توقف بوقت الحصار ثم عاد للعمل ... انها أفضل من الحلوى الأجنبيه ))


_ (( لا أعرف ياعم .... لكني أشعر أني أعرفك )) ؟؟!!


_ (( تعرفني )) ؟؟؟؟


_ (( من اي منطقه جنابك )) ؟؟


_ (( من الأعظميه ))


_ (( يعني من أين ؟ من الحاره أو الشيوخ أو السفينه ))


_ (( لا من منطقة المقبرة الملكيه ... هل تريد اسم عائلتي ؟؟ )) قال سؤاله وهو يبتسم كمن بدأ يشعر بالضيق


_ (( عفوا عفوا لكن والله اشعر برغبه جامحه لتذكرك لا كن لا أعرف لماذا أو ما أريد تذكره ... حتى أني لست بالفضولي وبصراحه أشد لست ممن يساعد شحاذ أو فقير .... عفوا لكنها الحقيقه ))


_ (( أعرف ذالك )) قالها وكأنها صاعقه ورفع جسده النحيل وهو يهم بالأنصراف رافعا صحنه , تاركا أياه يلوك كلمات الرجل الأخيره ( أعرف ذالك ) وسط بحر من الحيرة والذهول وعندما أراد الأستفسار من هذه الكلمات شعر أن لسانه كأنه معقود وأخذت حرقه تجتاح جوفه كأنه قد أبتلع نارا عجاج وبالكاد دفع بكل ماهيته لكي يخرج الكلمات وبصعوبه شديده قال له .


_ (( تعرف ذالك !!!! هل تعرفني من أنت بحق السماء أرجوك لا تذهب وأجبني ))


_ (( بل أجبني أنت أولا متى صنعت معروف لأحد ؟؟ ))


_ (( ها ..... ربما .... لا لا لا .... الآن فلقد أشتريت منك شيئ لا أريده فقط لكي أساعدك ))


_ (( قلت لك لاحد آخر ))


_ (( لآخر !!!!!! لا تصبني بالجنون ...... من أنت أذا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ))


_ (( أنا .... احقا تريد ان تعرف ؟؟؟؟ ))


_ (( طبعا ... ويحي أن لم أعرف ذالك ))


تركه وهم هذا الرجل العجوز بعبور الشارع وقبل أن يعبر ألتفت أليه وبأبتسامه ماكره قال له بصوت خافت .....


_ (( انا ..... أنت ياجاحد !!!!))



أنتهت .....

هديه لمن أمسك يده عن العطاء